يعكفون على الجدل النظري في مسائل اللغة وثوابت الفقه التي لا فضل لهم في وجودها أبداً (!) والتأريخ يؤكد بكل صراحة بأن مثل هؤلاء كانوا يتهربون علناً وعملًا عن محتوى الدين الأصيل، وعن الصدق والصبر والتعاون والايثار وإقامة الصلاة.
إن المسؤول الأول عما حدث ويحدث من فجائع في الشارع المسلم، وعما سيحدث من تراجع هائل في الشخصية المسلمة ودور المسلمين في المستقبل؛ هو نحن بالدرجة الاولى بسبب انشغالنا في البحث في قضايا ثانوية، وبسبب اكتفائنا برفع الشعارات وتكالبنا على المناصب والاسماء، وبسبب عدم تعاوننا أو اتحادنا، بل وتمزيق بعضنا البعض. وهذه الأمراض كلها تمثل واقعا يتناقض وما نصّ عليه الدين وأوصت به الشريعة المحمدية.
إننا الآن نقف على مفترق طرق؛ فإما أن نعود إلى إصالتنا الإسلامية، وأن نعي ونلتزم بأوامر الدين ومناهيه، فنكون بذلك قد وضعنا اللبنة الاولى في صرح البناء المقدس، وإما أن نتنازل عن كل شيء وبذلك تكون الطامة الكبرى.
آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)، الإسلام حياة افضل - قم، چاپ: سوم، 1428.