responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 107

ولكننا نرى- وللأسف الشديد- إن بعض الناس ينفقون أموالهم ويساعدون الفقراء، غير أنهم لا ينفقونها انطلاقا من نية مخلصة ومؤثرة، بل هم يبذلونها في الحفلات العامة، حيث الدعاية وعدسات التصوير وحضور الجمهور! .. فهم لا ينفقون الدينار حتى يضمنوا لأنفسهم أرباحاً مضاعفة؛ بمعنى أن هؤلاء يتخذون من الفقراء والمساكين وأوضاعهم المؤسفة جسراً للعبور نحو تحقيق أطماعهم وأغراضهم الدنيئة.

ففي الوقت الذي يقول الله سبحانه وتعالى، حينما يتناول موضوع بذل المساعدة للضعفاء: لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ (الحج/ 37) نجد أن الانتهازيين والنفعيين لا يحسبون للحصول على التقوى وتحقيق إرادة الله في الإنفاق أي حساب، وهم بذلك- شاؤوا أم أبوا- قد خضعوا لشيطان الشرك في داخلهم.

وهنا لابد من التأكيد ان الله سبحانه وتعالى يوجهنا إلى أخذ الكلمات القرآنية بمعانيها التامة، فهو يأمرنا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة .. وبطبيعة الحال فإن إقامة الصلاة لا تعني تأدية الفرائض اليومية فحسب، بل إن الأمر الإلهي المقدس يعني أول ما يعني إقامة الصلاة مع كل الواجبات المحيطة بها، ويعني إقامة المجتمع على أساس الصلاة.

فقوله تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ (العنكبوت/ 45) دليل أكبر على ما نذهب إليه، حيث إن روح الصلاة والتوجه إلى معانيها الفاضلة هو العامل المساعد والضامن الأول لتوافر معطياتها الخيرة، وإلا فإن مجرد القيام والقعود والركوع والسجود الخالي عن الروح والنورانية لا يفي بالغرض المقدس أبداً.

ونحن إذا نظرنا إلى مجتمعاتنا المسلمة، نلاحظ إن السبب في تراجع مدنيتها

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست