responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 106

كل الحق هو الذي يجب أن يكون محور الايمان. فمن آمن بالله وأنكر الآخرة، أو آمن بالآخرة وأنكر الرسل أو رسولًا منهم، كان كمن لا يؤمن بالحق كله. وبمعنى آخر؛ لا يمكن أن تمثل الازدواجية في الايمان طريقاً إلى الحق المطلق، ومثل هذا المرض وهذه العقدة النفسية والفكرية قد أصابت بني اسرائيل حينما بعث رسول الإسلام الأكرم محمد صلى الله عليه وآله، إذ أن العصبية والجاهلية هي التي تحكمت بحركتهم، علماً إن اليهود كانوا يعرفون أكثر من غيرهم النبوة الحقة لنبينا صلى الله عليه وآله.

ثم إن القرآن المجيد يشير إلى نماذج كثيرة للغاية والتي تجعل من إيمان الفرد أو المجتمع إيمانا ذا بعد واحد، كما تصور لنا آياته الكثيرة الأخرى نماذج مغايرة من شأنها أن تحول الإيمان إلى شرك، أو شرك خفي على الأقل.

ومن هنا يتضح لنا بأن الخط الفاصل بين الايمان والشرك لا يعدو أن يكون فاصلًا دقيقاً للغاية.

فالدافع إلى طلب المال قد يكون الإيمان، وقد يكون نقيضه وهو الشرك. ففي الحالة الأولى لعل الدافع يكون الكدّ على العيال أو لجمع المال للتبرع في سبيل الله، أو لتحقيق الاكتفاء الذاتي وعزة الشخصية. أما الحالة الثانية فحيث يكون طلب المال من أجل جمع المال ومنعه من الوصول إلى أصحابه، أو تجميد فاعليته كنعمة من نعم الله.

فالعمل كما العقيدة، له بعدان متفاوتان؛ فجانب الخير تمثل في أحد نماذجه، في أن تبرع الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام وأهل بيته الأبرار عليهم السلام بطعامهم للمسكين واليتيم والاسير، حتى خلّد الله تبارك وتعالى هذه الحادثة الكريمة في القرآن الكريم، وجعلها عبرةً لمن يتخذ الايمان طريقاً نحو الحق، لأن هذا العطاء كان إيثاراً على النفس وحباً للفقراء ..

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست