responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين(ع) قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 134

جاؤوا ولبسوا رداء الاسلام وتسللوا الى مواقع السلطة، وهؤلاء هم بنو أمية ومن لف لفيفهم، وقد حملوا راية الكفر علنا، وكان هدفهم الاساسي إعادة تلك الجاهلية الاولى بكل تفاصيلها. ولهذا قال الامام الحسين عليه السلام:" إنّا لله وإنا إليه راجعون، وعلى الإسلام السلام، إذ قد بُليت الأمّة براع مثل يزيد"، [1] لان يزيد جاء فعلا لهدف تصفية الاسلام تصفية تامة، وهو لم يكن أرعن كما يدعي بعض المؤرخين، بل كان يدرك جيداً ما يفعل، وكان الحزب الاموي يحكم من خلاله، ومن خلال أبيه، ومن خلال من تلاه من خلفاء الجور.

صراع مبدئي

إن قصة الصراع بين أئمة أهل البيت عليهم السلام وبين الحزب الاموي ليست حكاية بسيطة ذات دوافع هامشية، بل انها صراع بين الحزب الرسالي" حزب الله" والحزب الجاهلي" حزب الشيطان"، أو هو صراع بين الشجرة الطيبة (مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ) (إبراهيم/ 24)، والشجرة الملعونة في القرآن (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَالَهَا مِن قَرَارٍ) (إبراهيم/ 26)، فالشجرة الاولى تنتج الورد والثمار الطيبة، والشجرة الثانية تنتج الحنظل والاشواك، والصراع انما هو بين منهجين وبرنامجين. ومثلما كان لدى الامويين مخطط مدروس بدأ بتنفيذه معاوية واستمر طيلة حكم بني أمية، كذلك كان لدى آل الرسول سلام الله عليهم برنامج واضح ايضاً، قام كلٌّ منهم فيه بدور، وهذا البرنامج ليس من الارض وانما جاء من السماء.


[1] بحار الانوار، ج 44، ص 326.

اسم الکتاب : الإمام الحسين(ع) قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست