responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين(ع) قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 133

بالمسلمين الى درجة ان جرحى معركة" مؤتة" كانوا يرفضون الواحد بعد الاخر شرب الماء الذي أمر رسول الله بسقيهم به، طالبين تقديمه لاخوتهم المجروحين، ولسان حال أحدهم يقول: ان صاحبي أشد عطشاً مني فاسقه قبلي. رغم انهم كانوا يحتضرون جميعا، وان من المستحب ان يسقى المحتضر قبل وفاته. وهكذا فقد آثر كل منهم صاحبه على نفسه، ولو كانت به خصاصة، حتى ماتوا عطاشى عن بكرة أبيهم!

لقد تحول أولئك العرب الذين كان أحدهم يقتل صاحبه بسبب لقمة خبز، الى هذه القمة العالية من المحبة والعطاء والرقة. فعندما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يلقي خطابا فيهم كانت دموعهم تسيل على خدودهم، إذ قد تحول قساة القلوب الى ذوي قلوب لينة كنبتة الربيع.

وحينما وقف الامام الحسين عليه السلام على مصرع حبيب بن مظاهر قال:" لله درّك يا حبيب، لقد كنت فاضلًا تختم القرآن في ليلة واحدة". [1] هكذا تحول اولئك الناس، واذا بالارض الإسلامية تخضر، واذا بأولئك الاذلاء يتحولون الى أعزة، واذا برسل العرب وكتبهم تتواتر وتتوافد على اقطار الارض، واذا بهرقل الروم و كسرى فارس وقيصر الروم والغساسنة يكتبون الرسائل للنبي أو لمن جاء بعده متوسلين قبول عذرهم، واذا بالجيوش الإسلامية تقتحم المدن بعد المدن وتصل الى ما تصل اليه.

وخلال ربع قرن ساد الاسلام مناطق واسعة من العالم، ذلك لان القيم الجاهلية الشيطانية الخبيثة تحولت الى قيم ربانية عالية. ولكن الجاهليين


[1] مجمع مصائب أهل البيت، ص 131.

اسم الکتاب : الإمام الحسين(ع) قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست