responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين(ع) قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 132

نشوب حرب طاحنة تستمر اعواماً متطاولة، كما حدث في حرب" داحس والغبراء" وربما" البسوس" التي استمرت ثلثمائة عام وكان سببها أن رجلا قتل ناقة آخر.

وعموماً فقد كان الفقر والجوع والخوف والتردي الحضاري يسيطر على حياتهم الى أبعد الحدود، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليغيّر هذه الحالة رأساً على عقب. فليس من العبث ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تبق له في هذه الدنيا الا بنت واحدة يقول عنها:" فاطمة بضعةً مني يريبني ما رابها"، [1]" ...، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله"، [2] وليس عبثا ان الله سبحانه وتعالى قدّر لهذه البنت أن تكون الكوثر، وأن تكون ذرية النبي منها، بل ان ذلك لكي يغير الاسلام وتغير التقادير الالهية كل تلك السنن الباطلة والثقافات السخيفة التي كانت سائدة في العصر الجاهلي.

عمل فريد من نوعه

وقد عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلال ثلاث وعشرين سنة ما لم يعمله النبي نوح عليه السلام بين قومه خلال الف سنة الا خمسين عاماً، وما لم يفعله الانبياء العظام أولوا العزم والشدة في قرون عديدة. فقد اختصر جهودهم في اقل من ربع القرن الذي عاشه مع امته، وتحدى ركام الخرافات والاساطير والثقافات الباطلة، وكوّن حضارة يكمن اساس قيمتها في التعاون على البر والتقوى، بحيث وصلت الحال


[1] بحار الانوار، ج 21، ص 279.

[2] بحار الانوار، ج 43، ص 54.

اسم الکتاب : الإمام الحسين(ع) قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست