responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 90

واحتياجهم وعجزهم تجاه كل ما هو طارئ في الحياة الدنيا، بل إن المؤمنين منهم لا يطيعون ربهم إلا بداعي الخوف من النار والرغبة في الجنة. لكن الله رب العالمين خلق الخلق لأنه أرحم الراحمين، ولأنه تبارك وتعالى عن العجز والحاجة، بل يداه مبسوطتان، ورحمته المطلقة فاضت على عباده وجميع مخلوقاته.

وقد جاء في الحديث عن أميرالمؤمنين عليه السلام، أنه قال:

(يقول الله تعالى: يا بن آدم، لم أخلقك لأربح عليك، وإنما خلقتك لتربح علي) [1].

بمعنى إن الله خلق المخلوق ليعطيه ويباركه ويكرمه. فالمعني بالدرجة الأولى بالواجبات الشرعية ومختلف الأحكام الأخرى إنما هو الإنسان ليتمكن من خلالها من الصعود نحو النور والخلد في جنان النعيم التي أعدها الله له.

فالقيام والقعود والركوع والسجود لا يكسب الله منها مكسباً، بل العكس هو الصحيح دوماً وأبداً. فالذي خلق هذا الكون العظيم وما يحويه من مليارات المجرات التي تضم كل واحدة منها الشموس في غنى مطلق عن أن يحتاج الى عبادة مخلوق لا يمثل وجوده بالنسبة الى وجود الكون الآخذ بالاتساع إلا كما تمثل الذرة الحقيرة بالنسبة الى محيطات الماء مجتمعة.

إن من قدرة الله ورحمته وبركته على الخلق أن رهن في كثير من الأحيان ومعظمها إرادته المقدسة بأعمال الخلق أنفسهم. فالله عز وجل أخبر الناس بأن أعمالهم هي التي تحدد مصيرهم، فقال سبحانه: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر، 38) فهو يأمر الإنسان بالصلاة لكي يبني له قصراً في الجنة، ويأمره بالصوم لينقذه من الجزع الأكبر ويرويه من ماء سلسبيل، ويأمره بالحج لكي يكون الانسان على معرفة مسبقة بأحوال ساحة يوم الحساب ... وهذه العبادات وفي مقدمتها الصلاة لابد وأن يؤديها المرء


[1] - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج 20، ص 319.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست