فهو لم يكن يؤديها عن تثاقل أو كسل، بل كان وقت صلاته أعزّ الأوقات لديه وألذها وأسعدها. وبطبيعة الحال فان النبي صلى الله عليه واله لم يكن ليفرط في معطيات صلاته من صلابة في مواقفه وسلوكياته وبصيرته قطعاً.
وعلى الضفة الأخرى، فان مصير الإنسان مقرون أيضاً بما يرتكبه من ذنوب و معاص. فالذنوب تجلب النحس والبلاء، وإذا ما فتحت أمام ناظري المرء العاصي الحجب ونظر الى ملكوت السماوات، فانه لن يرى إلا ذنوبه على هيئة النتن والألم الذي ينتظره ما لم تتداركه رحمة من ربه وغفران.
وازاء ذلك لابد من الاشارة الى أن من نعم الله على الإنسان أن زوده بأقوى سلاح وأشرف وسيلة وهي العقل، العقل الذي يستطيع أن يميز بين الخير والشر .. بين الحق والباطل، يستطيع من خلاله أن يزاول أعمال الخير وأن يترك ويهجر أعمال الشر، كما إن بأمكانه بواسطة قدرته الذهنية أن يدرك بأن الدنيا لا تعدو كونها ساحة ابتلاء وموقع امتحان أعدّه الله سبحانه لعباده ليكشف الصابر من غيره ..
وبواسطة هذا العقل وما يتفتق عنه من أفكار ورؤى يستطيع الإنسان أن يجتهد في عملية الكدح الخيّرة الى ربه المحيط بكل شيء علماً، الذي يثيب على النيات قبل أن يثيب على الأعمال. ولعل من أول ما يفترض بالعقل أن يحدد من أعمال بعد الاقرار بوحدانية الله ورسالاته، هي بذل الشكرلله تعالى على ما أنعم به على المخلوق، من قبيل نعمة السلامة والصحة والنشاط والقدرة والحياة.