responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 89

ولمزيد من التوضيح أقول: إن بعض الصفات الإلهية من قبيل صفات أو أسماء الثبوت تتصل بعقيدة الانسان ونظرته المثالية الى الله سبحانه وتعالى كخالق أزلي، فيما هناك صفات إلهية أخرى من المفترض أن يتمحور حولها سلوك الانسان.

وفي هذا الاطار جاءنا عن المعصوم الحديث القائل بأن:

(تخلقوا بأخلاق الله) [1].

و لاريب إن المقصود الأول من هذا الحديث هو السعي والبحث عما يناسب ما يفترض أن يكون عليه سلوكنا.

إن من المستحيل أن ننازع الله سبحانه في ردائه وهو الكبرياء، ولكننا نستطيع أن نجسد الكرم والرأفة والرحمة في سلوكياتنا تجاه اخواننا من بني البشر حسب قابلياتنا وامكاناتنا التي هي أيضاً من كرم الله علينا ولطفه بنا.

ورغم أن القرآن والأدعية المتواترة على لسان النبي صلى الله عليه واله وأئمة أهل البيت عليهم السلام، لا سيما دعاء الجوشن الكبير قد كثر فيهما ذكر صفات الفعل الإلهية، إلا أن علم الكلام والفلسفة قد تناسها، الأمر الذي يثير أكثر من تساؤل وإثارة. ولعل الجواب عن ذلك يكمن في أن الفلسفة المتداولة تعتمد اعتماداً يكاد كلياً على الفلسفة اليونانية التي هي الأخرى تأثرت الى أبعد الحدود بالعقائد اليهودية القائلة بأن الله سبحانه قد خلق الخلق وتركه لشأنه، حتى وصل بهم الأمر الى القول: بأن يد الله مغلولة. والقرآن الكريم أجاب عن ذلك بالقول: أن

(غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ).

وعوداً على بدء أقول: إن كلمة" تبارك" تجمع في طياتها الرحمة الإلهية والحب الكبير الذي كتبه الله سبحانه على نفسه تجاه البشر، فإذا كان بنو آدم ومنذ خلقتهم الأولى يعملون لكي يشبعوا بطونهم أو يحصلوا على مأوى أو ليضمنوا مستقبلهم ويحققوا أمنهم وراحتهم .. إذا كانوا كذلك فهم يؤكدون بطبيعة الحال نقصهم


[1] - بحار الانوار، محمد باقر المجلسي، ج 58، ص 129.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست