responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 80

ولكن حينما يذكرنا ربنا سبحانه وتعالى بنفسه، فإننا نلمس أن الأمر قد اختلف كلياً، وأننا أمام ذكرى جديدة و علم متفاوت، وأمام معرفة من نوع آخر .. يهتز له الوجدان والعقل، ذلك لأن عقول الناس قد يستحيل عليها الرقي الى مستوى معرفة الرب عزّ وجلّ، في قبالة تمكنها من استيعاب حقائق ما يحتاجه الإنسان من المخلوقات والموجودات الأخرى.

وفي عالم معرفة الرب يجد الإنسان نفسه بحاجة الى قفزات واسعة من التطور، وإلى ارتفاع هائل ليصل إلى مستوى رفيع جداً حتى يستوعب حقائق أسماء الله الحسنى ومعرفة الرب عن طريقها.

إن من طبيعة فكر الإنسان أنه محاط كله بعالم المخلوقات، وإذا أراد الارتفاع إلى مستوى معرفة الخالق كان بحاجة الى نقلة نوعية، وإلى نمط جديد من التفكير. ولقد كانت مشكلة الناس جميعاً أنهم حينما أرادوا معرفة الله سبحانه وتعالى قاسوا معرفة الله بمعرفة مخلوقاته، وظن الواحد منهم أنه كما يستطيع حل مسألة رياضية أو فيزيائية أو يتعرف على منطقة جغرافية أو جسم محدود أو يطلع على علم تاريخي معلوم، كذلك سيستطيع- بوسائله البدائية- أن يصل إلى معرفة الله عزّ وجلّ.

كلا؛

" من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس" [1]

كما قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، وإن ربنا سبحانه لا يقاس بشيء من الأشياء. فلا يقاس الخالق بمخلوق؛ فالخالق صمد، والمخلوق حادث، والخالق حي لا يزال، بينما المخلوق ميت بذاته.

وعليه فإن الدرس الأول الذي يجب أن نتعلمه ونتقنه في حياتنا وهو الأعظم والأهم من بين جميع الدروس، هو معرفة الله سبحانه وتعالى، لأن مقدار المعرفة


[1] - قرب الاسناد، عبدالله بن جعفر الحميري، ص 11.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست