responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 81

يحدد مستوى المنزلة في الجنة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله:

" إنما يرتفع العباد غداً في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم" [1].

وإنه لمن الطبيعي بمكان أن يختلف ثواب من يصلي ركعتين ولا يدري لمن يخاطب في صلاته، عمن يؤدي الركعتين نفسها وهو يقول

: (لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً) [2]

وهو أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام.

لقد تَعرّف ربنا تبارك وتعالى في كل شيء حتى لا نجهله، ولذلك كانت الدنيا المدرسة لمعرفة الله، نظراً الى أن الدنيا هي فرصتنا الوحيدة الحرية باستغلالها قبل الممات، حيث تقطع الآمال وتبدأ مرحلة الحساب والثواب أو العقاب .. ولذلك تجد أن أكثر كلمات القرآن تكراراً هي كلمة اسم الجلالة أو الكلمات التي تدل على أسماء الله الحسنى.

فانظر أيها الانسان إلى نفسك وماذا ستصنع في إطار معرفة الله، حيث لا يشغلك مخلوق عن معرفة الخالق، ولا يشغلك هوى النفس و وسوسة الشيطان، حتى تصل الى حيث تكون عند الرب العلي القدير، وهذا هو الهدف الأول والأخير من وجود الإنسان في الحياة.

لقد خلق الله العقل و وضعه في الانسان ليدله عليه جلّ وعلا. ولكن معرفة الله بوسيلة العقل لها أساسها ومنهجها، حتى يصل الإنسان الى باب الرحمة الإلهية، فينتهي إذ ذاك دور العقل، ليحل دور تجلي نور الله على القلب فيزداد صفاءً وضياءً، وينطلق به الى مزيد من المعرفة واليقين.

فمن الخطل أن يأخذ المرء مصباحاً ليرى به ضوء الشمس أو قرصها، كذلك الله سبحانه وتعالى الذي هو أكبر وأعظم دلالة وأكثر هيمنة من الشمس ونورها، فالله


[1] - تحف العقول، ابن شعبة الحراني، ص 54.

[2] - الصراط المستقيم، علي بن يونس العاملي، ج 1، ص 230.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست