" كان فيما وعظ به لقمان عليه السلام إبنه، أن قال: يا بني إن تك في شك من الموت فارفع عن نفسك النوم ولن تستطيع ذلك، وإن كنت في شك من البعث فارفع عن نفسك الانتباه ولن تستطيع ذلك. فإنك إذا فكرت في هذا، علمت أن نفسك بيد غيرك، وإنما النوم بمنزلة الموت، وإنما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت". [1]
من كان همه الآخرة
ولأن الدنيا مزرعة الآخرة، وتكتسب قيمتها من حجم العمل الذي يقدمه الإنسان لعالم الخلود، فإن عليه أن يجعل الآخرة فوق كل همومه في الحياة حتى لا ينسى دوره الحقيقي هنا. قال رسول الله صلى الله عليه واله:
" من أصبح وأمسى والآخرة أكبر همه، جعل الله الغنى في قلبه، وجمع له أمره، ولم يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه. ومن أصبح وأمسى والدنيا أكبر همه، جعل الله الفقر بين عينيه، وشتت عليه أمره، ولم ينل من الدنيا إلّا ما قسم له". [2]
وقال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام:
" أفضل المسلمين إسلاماً من كان همه لُاخراه، واعتدل خوفه ورجاه". [3]
من آثر الدنيا على الآخرة
ويحذّرنا الإمام علي بن الحسين عليه السلام من الغفلة عن الآخرة، إذ الغفلة عنها تستعقب الندم والحسرة يوم لا ينفعان الانسان شيئاً. يقول الإمام عليه السلام:
" فالحذر الحذر من قبل الندامة والحسرة، والقدوم على الله، والوقوف بين يديه. وتالله ما صدر قوم قط عن