الذهب من التراب إذا غسل بالماء، والزبد من اللّبن إذا مخض، فيجتمع تراب كلّ قالب فينتقل بإذن الله تعالى إلى حيث الروح، فتعود الصور بإذن المصوّر كهيئتها وتلج الروح فيها، فإذا قد استوى لا ينكر من نفسه شيئاً. [1]
خلقت للآخرة
إن مشكلة الإنسان هي أنه قد ينغمس في زخارف الدنيا وزبرجها الى حد كبير، بحيث ينسى أنه مسافر في هذه الدنيا وليس خالداً فيها، وينسى أن الموت ينتظره لكي ينقله الى دار الآخرة. ففي كتابه الى الإمام الحسن عليه السلام، قال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
" واعلم أنك خلقت للآخرة لا للدنيا، وللفناء لا للبقاء، وللموت لا للحياة، وأنك في منزل قلعة ودار بلغة وطريق الى الآخرة". [2]
لقد جعل الله النوم واليقظة آيتين على الموت والبعث، يعايشهما الإنسان كل يوم لعله يتذكر القيامة، ويعرف أن نفسه بيد غيره، فيكيف حياته وفق هذه الحقيقة الكبرى. قال
[1] - بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج 7، ص 37- 38.