responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 149

ولكن بعض الناس يتساءل بسذاجة: كيف لنا أن نعبد ربّاً لا نتصوره؟ والجواب المنطقي لهذا التساؤل يكمن في أن العقل يؤمن بوجود كثير من الأشياء المخلوقة وهو عاجز عن تصورّها، فحتى اللحظة هناك ملايين من المخلوقات لم يصل العقل البشري الى حقيقتها. فمثلًا؛ الى الآن لم يستطع علماء الفيزياء معرفة حقيقة الجاذبية وشكلها- على اعتبار مقولة أن لكل موجود شكل- فهم قد اكتشفوا فعل الجاذبية وقانونها، ولكنهم لم يعرفوا بعد ماهية الجاذبية رغم المحاولات العلمية الواسعة في هذا المجال.

إذاً؛ فهناك بعدان رئيسيان للحقيقة التي نريد توضيحها:

البعد الأول: هو أن العقل البشري لم يهتد- رغم الارتباط والتأثير الكبير والمتبادل- الى ماهية كثير من الموجودات، وهوقد يكون بحاجة الى مدة لا تقل عن ملايين السنين من السعي والمثابرة والجهود لتوسيع دائرة هذا العقل ثم الى كشف وإحصاء الموجودات؛ سواء المرئية منها وغير المرئية.

والبعد الثاني: ضرورة أن يؤمن الإنسان ويسلّم بأن ثمَّ أشياء غير قابلة للتصور مطلقاً، تبعاً لطبيعة هذه الأشياء التي في مقدمتها الماهية والذات الالهية المقدسة. فالله سبحانه وتعالى لما يمتاز من طبيعة مكنونه، كتب- بأزليته وعلمه- على نفسه أن يكون هكذا، وأن يخلق الأشياء والعقول هكذا.

وعوداً الى بدء أقول: إن الله جل وعلا أكبر من أن يحدّ بحد، وهذا بالذات حقيقة التسبيح. وقول: (لا إله إلا الله) تسبيح وتنزيه له من أن يكون ذا شريك وصاحب. ولذلك فإننا نجد كل شيء في هذا الكون الرحب يسبّح لله تعالى ويعترف بحاكمية الله. فالجبال والبحار والاشجار وغير ذلك تسبّح لله تعالى؛ وتسبيحها الاعتراف والصغر أمام عظمة الله.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست