responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 148

إن التسبيح يعني في طليعة الأمر التقديس، والحمد لا يتوجّه إلّا الى الربّ القدوس والمقدس، و وصف الله بأنه لا شريك له عن طريق مقولة (لا إله إلا الله) لا تأخذ مصداقيتها ما لم يكن هذا الرب منزهاً عن كل أنواع النقص، وما لم يكن متصفاً بكل صفات الكمال والقدرة. فسبحان الله حيث لاحدّ يحده، ولا نقص يحيطه، ولا له أول ولا له آخر، ولا له ضعف.

وعبارة (الله أكبر) لا تعني بأنه أكبر من كل شيء، إذ ليس في وسع المخلوق الجاهل والفقير مقارنة ربّه العالم والغني بالمخلوقات، ولو كان كذلك لكان هذا الرب محدوداً بحدود تتناسب وعقل المخلوق؛ إذ العقل المجبول على تصوّر المحدودات فقط.

وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام في بيان معنى عبارة (الله أكبر):

(فيه نفي كيفيته كأنه يقول: الله أجل من أن يدرك الواصفون قدر صفته التي هو موصوف بها، وإنما يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته وجلاله. تعالى الله عن أن يدرك الواصفون صفته علواً كبيراً) [1].

وقد جاء في الدعاء:

(ومذاهب العقول قد سمت إلا إليك) [2]

فالعقل يفتق كل شيء، والعقل ينفذ في كل شيء، إلّا أنه عاجز مطلق العجز عن الوصول الى مقام الربوبية؛ لأنه مخلوق، و كيف يصل المخلوق الى مقام الربوبية؟!

إن الحقيقة الثابتة تشير الى أن كل شكل من الأشكال قد يتصوره العقل الانساني لله سبحانه وتعالى يعود إليه ذاته دون ذات الرب المقدس.


[1] - التوحيد، الشيخ الصدوق، ص 238- 239.

[2] - مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي، ص 279.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست