responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 144

الصيدلية ويطلب أدوية من دون وصفة يعطيها إليه الطبيب؟ والفقهاء أطباء النفس والروح، وعلينا أن نرجع إليهم. وهذا هو الطريق السليم.

كيف يسرق الشيطان ولاءنا؟

والاعتصام بالله تعالى يعني أن نتّبع أوامر الله سبحانه، ونطيع رسوله. وأنا أريد من القارئ الكريم أن يلاحظ نقطة مهمّة في الآية التي تبتدئ بقوله تعالى: (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ). فالذي لا يقبل كتاب الله فهو كافر، وكذلك الذي لا يذعن لرسول الله صلى الله عليه واله فهو الآخر كافر، وكذلك الحال بالنسبة الى من ينكر الأئمة عليهم السلام.

ثم يقول الله تعالى بعد ذلك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران، 102). أي إنّك إذا قبلت بكتاب الله عزوجل، فكن على حذر من أن يسرق منك الشيطان هذه الولاية؛ فمن جملة أعمال الشيطان أنّه يسرق دين الانسان. فنحن نقرأ في الدعاء:

(اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت) [1]

. أي إن الانسان قد يكفر في لحظة الموت، فهناك بعض الناس يكفرون قبل موتهم بلحظات، لأن الانسان المحتضر يصاب بعطش شديد، ولذلك فانّ من المستحب أن يقطّر في فمه الماء، وحينئذ يتراءى له الشيطان وهو يحمل كأساً من الماء فيقول له: إذا كنت تريد الماء فاكفر لكي اعطيك اياّه. وبالطبع فانّ الانسان إذا كفر فانّ الشيطان سوف لا يعطيه الماء، ولذلك فاننا نسأل الله سبحانه أن يحفظ ديننا الى آخر لحظة، لأن العديلة عند الموت أمر صعب، فقد يمضي الانسان سبعين سنة في الصلاة والصيام والعبادات .. وإذا به في آخر لحظة يخسر كل ذلك بسبب الاستسلام للوساوس الشيطانية.


[1] - تهذيب الأحكام، الشيخ الطوسي، ج 3، ص 88.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست