responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 115

والحديث الشريف المروي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام يؤكد:

(من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه) [1].

والتمسك بالحميات والجاهليات تدفعنا الى الابتعاد عن الاخلاص لله تعالى؛ فشخصية الانسان إنما تصاغ بقربه وتقربه الى الله دون تعصبه لقوميته أو عشيرته، إذ الحميات أمور فانية، بينما الباقي هو وجه الرب ذي الجلال و الاكرام.

وعباد الله القانتون العاملون، كما وصفتهم سورة الزمر، بوسعهم ممارسة عبادتهم وإخلاصهم في أكثر من موقع من الأرض: (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) (الزمر، 10- 11).

فإذا تضاعفت عوامل الضغط المادية على الانسان المؤمن يكون واجب الهجرة؛ هجرة الفساد والأرض الظالم أهلها واجباً ملحّاً؛ إذ الغرض والهدف من استمرار الإنسان في هذه الحياة هو الاخلاص أو السعي نحو الاخلاص الى الله تبارك وتعالى، لا الخضوع والخنوع والقول بضغوط المادة والطاغوت والحميات الجاهلية إزاء الأهل والعشيرة والوطن المزيف. فالمداهنة في دين الله أمر مرفوض ومحرم شرعاً.

فإذا كان رسول الله صلى الله عليه واله قد يخاف من معصية الرب ومن عذاب اليوم العظيم؛ وهو الرسول الأقرب الى الله سبحانه، حيث ذكرت سورة الزمر قوله صلى الله عليه واله:

(قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الزمر، 13). فالجدير بالمؤمنين الذين هم أدنى درجات من بينهم أن يخافوا ويترقبوا، وهم أولى منه بالهجرة في سبيل تنمية الاخلاص والمحافظة على دينهم، لا العكس كما هو حاصل وشائع بين المسلمين في العصر الراهن، حيث ما أن تحل بأحدهم مصيبة أو صعوبة تراه يكفر بعقيدته الصحيحة ويتقمص لباس الكفر والنفاق والازدواجية في الشخصية.


[1] - الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 307.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست