responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 107

فقال: حاجتي أن تكتب اسمي بدل اسمك فوق بوابة المسجد.

فغضب الرجل غضباً شديداً وقال: ألا تستحي يا بهلول؟ إني إن وضعت اسمك فهو الكذب بعينه، بالاضافة الى أنني قد صرفت المال الكثير وبذلت الجهد الجهيد حتى وصلت الى ما وصلت إليه.

وإذ سمع البهلول جواب الرجل ومنظر الغضب الذي استولى عليه، تركه بهدوء لم يعهد في ظاهره، ولكن الرجل الذي كان يعرف في بهلول الحكمة تبعه متسائلًا عن مغزى حاجته؟

وبعد تمنّع قال البهلول: أردت أن أفهمك إن عملك هذا لم يكن لوجه الله سبحانه وتعالى خالصاً، بل كان لهذه الكلمات المسطرة فوق البوابة.

فقال الرجل: بلى والله؛ ذاك صحيح.

وإذا ما نظرنا الى واقعنا نجد الكثير منا يعمل العمل زاعماً أنه لله عزّ وجلّ، ولكن ما أن يتعرض للامتحان حتى يظهر النقيض لذلك وأنه لم يكن خالصاً. وأضرب لكم مثلًا نعايشه يومياً وبشكل عام؛ لو قام أحد المسلمين ببناء مسجد أو حسينية أو ألف كتاباً أو ذهب ليبلغ الدين، وصادف أن جاء أحد من اخوانه لينافسه في تلكم المشاريع منافسة حرّة شريفة مقترحاً عليه إتمام ما لم يتم، كأن قال له: أنت ألفت الجزء الأول من هذا الكتاب فدعني أؤلف الجزء الثاني منه، أو قال له: دعني أتمم ما تبقى من أيام التبليغ ... إنك ترى والحال هذه صراعاً نفسياً يبدأه أحد الطرفين يتحول الى توجيه التهم وتشويه السمعة و ... و ... وهو إذ يتصارع مع نظيره لا يهدف سوى إثبات أفضليته للناس.

إن محاولات اثبات ال- (أنا) ليست إلا ترجمة لما هو مضمر في العقل الباطن في رياء وشرك خفي. وبينما يبني أحدهم مسجداً إذا به يسمع ببناء شخص آخر مسجداً آخراً في المنطقة ذاتها، فتأكل نار الحسد لبّه حتى يصل به الأمر الى أن يتمنى انهدام

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست