responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 106

وتقلبات ظروفه أو مستوى عقليته وتربيته ... فترى الواحد منّا قد يعبد الرياء وقد يحترم الغني لغناه والسلطان لسلطانه .. إنه شرك يخفى على ذوي العقول الضعيفة والأنفس الدنيئة، والله سبحانه وتعالى أدان اليهود والنصارى في قرآنه الكريم لشركهم هذا قائلًا: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ) (التوبة، 31). والإمام الصادق عليه السلام يقول في تفسير هذه الآية المباركة:

(أما والله ما دعوهم الى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم ما أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراماً، وحرموا عليهم حلالًا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون) [1]

. وهذا يدعى ب- (شرك الطاعة وليس شرك العبادة)؛ أي تعبد إلهاً وتطيع إلهاً، ولعمري إن هذه الازدواجية وهذا الضياع ما بعده ازدواجية وما بعده ضياع.

ولنا أن نتساءل: ما هو الاخلاص؟ وكيف نتعلمه؟

الأنا شرك خفي

ثمة قصة ترويها لنا كتب التاريخ، إذ كان البهلول وهو رجل الحكمة المتظاهر بالجنون يمشي في أحد الشوارع وعليه ثياب رثّة و إذا به يرى مسجداً يعاد بناؤه وما بقي على إتمامه إلا أن يضعوا على بابه كتيبة كان مكتوب فوقها (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) (التوبة، 18). وقد كتب مع هذه الآية إن فلاناً هو الذي أعاد البناء، وكان واقفاً عند المسجد، فخاطبه البهلول قائلًا: يا فلان لي إليك حاجة.

فقال معيد البناء: وما هي؟


[1] - الكافي، الشيخ الكليني، ج 1، ص 53.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست