responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 108

مسجد صاحبه ليبقى مسجده عامراً بالمصلين الذين يقرؤون اسمه كلما دخلوا أو خرجوا، بل إن أحدهم لا يكتف بالتمني فحسب، بل تراه يوقع بين نظيره والجهات المسؤولة مدعياً أن نظيره قد بنى المسجد دون موافقة قانونية مسبقة، وبهذا يكون ألدّ خصام الدين، صاداً عن سبيل الله، وهذا هو الكفر بعينه.

إن الشيطان الرجيم يسعى الى مخادعة الناس بألف طريق وطريق، فهو كما يوسوس لأحدهم ويزين له شرب الخمر فانه يسعى الى تركيع الآخر إزاء المال والسلطة والشهوة، بل يصل به الأمر الى الدخول في عبادة الانسان المؤمن ليفسدها عليه، والعبادة لا تقتصر على الصيام والصلاة، بل تتوسع لتشمل أمور الجهاد وطلب العلم وتربية الذات تربية صالحة.

لقد حسد قابيل أخاه هابيل على مستوى العبادة بالذات. فالمسألة لم تكن غير أنهما قربّا قرباناً فتقبل الله قربان أحدهما ولم يتقبل من الآخر، فقال لأقتلنّك. فهو لم يقل لأضربنك أو لأصادرنّ أموالك، بل هددّه بالقتل والالغاء. وهذه هي طريقتنا نحن في هذا الزمن أيضاً، نلغي بعضنا بعضاً، والالغاء يعني أن لا يكون لهذا الشخص وجود ولكنني غير متمكن من قتله، فقد أخاف أن أقتل جسده، ولكن نفسي و وسائلي قادرة على قتل شخصيته وكرامته بين الناس.

إن هابيل لم يكن ذا تقصير في القضية، بل انه كان يمارس تقواه بمفرده عارضاً على أخيه أن ينهض بمستوى مخافته من الله عزّ وجلّ، ولكن الحسد والغرور والجهل أبى على قابيل إلا الانتقام من العدو الوهمي.

مراقبة الذات ومحاسبتها

كما اخترع علماء الطب وسائل لمراقبة البدن وما يتعرض له من طوارئ، فان ذواتنا بحاجة أكبر الى مراقبتها. ولعل الطريقة المثلى لذلك هو أن نعرض أنفسنا على

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست