responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 198

تختلط بالظلمة التي هي عدم النور، بل لا تزيد كل واحدة من مراتبه المختلفة على حقيقة النور المشتركة شيئاً ولا تفقد منها شيئاً [1].

أدلة وحدة الوجود

وساقوا لإثبات الرأي الأول الذي قال به الحكماء الفهلويون والعرفاء، مجموعة أدلة نذكرها فيما يلي:

الدليل الأول

قالوا: إن مفهوم الوجود واحد، وهو مشترك معنوي بين أنحاء الوجود، ولأنه لا يمكن انتزاع مفهوم واحد من حقائق متباينة، لذلك نعرف أن الوجود شيء واحد، لأنه مفهوم واحد، منتزع من حقائق تنتهي إلى شيء واحد.

وهذا الدليل قائم على أساس فكرة اشتراك لفظ الوجود بين أنحائه اشتراكاً معنوياً.

وقد سبق الحديث حول تلك الفكرة، وعرفنا أن وجه الاشتراك المعنوي لو ثبت، هو بيان خروج الشيء من إطار العدم، وليس أكثر من هذا.

وعرفنا أن محاولة إثبات حقائق فلسفية عليا ببعض الدلالات اللفظية لدليل على مدى الخلط بين مباحث الألفاظ والعبارات، وبين البحوث العقلية.

وإذا عدنا إلى وجداننا، وتساءلنا: هل نستطيع أن نثبت وحدة السيارات، وحدة حقيقية بالاشتراك المعنوي بينها في لفظ (السيارة) وذلك بأن نقول: أليس لفظ السيارة يشمل كل سيارة، ونحن ننتزع من استخدام هذا اللفظ في مختلف السيارات فكرة واحدة ومفهوماً واحداً، ولأنه لا يمكن أن ننتزع مفهوماً واحداً من حقائق متباينة، إذاً فحقيقة السيارات واحدة؟


[1] () نهاية الحكمة للعلامة الطباطبائي، ص 18.

اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست