ويجيب هؤلاء بأن نسبة الأشياء (الماهيات الممكنة) إلى الوجود، إنما هي بسبب أنها مجعولة من قبل صاحب الوجود الحق وهو الله سبحانه، وضربوا مثلًا لغوياً لذلك بكلمات (مشمس، لابن، تامر) أي من أشرقت عليه الشمس أو يملك اللبن أو التمر.
4- أما العرفاء الشامخون الذين تجاوزوا نظرية وحدة الوجود والموجود (النظرية الأولى) فقد قالوا بوحدة الوجود والموجود في عين كثرتهما.
وهذا هو الذي اصطفاه صدر المتألهين والسبزواري، فهؤلاء يقولون: (بتكثير الوجود والموجود، ومع ذلك يثبتون الوحدة في عين الكثرة. وقد يمثل له بأنه كما إذا كان إنسان مقابلًا لمرائي متعددة، فالإنسان متعدد وكذلك الإنسانية، لكنه في عين الكثرة واحد بملاحظة العكسية وعدم الأصلية، فإن عكس الشيء بما هو عكسه ليس شيئاً على حياله، إنما هو آلة لحاظ الشيء) [1] ويتبنى العلامة الطباطبائي هذا ويضرب له مثلًا بقوله:
الحق أنها حقيقة واحدة في عين أنها كثيرة، ثم يضيف قائلًا: كما مثلوا له بحقيقة النور على ما يتلقاه الفهم الساذج إنه حقيقة واحدة ذات مراتب مختلفة في الشدة والضعف، فهناك نور قوي ومتوسط وضعيف مثلًا، وليست المرتبة القوية نوراً وشيئاً زائداً على النورية [2]، ولا المرتبة الضعيفة تفقد من حقيقة النور شيئاً، أو