بعد التأكيد على أهمية السلطة القضائية، بيّن الامام (عليه السلام) حكم دوائر الدولة، وبدأ الحديث عن رؤسائها، وأهم وصية للقائد في هذا الشأن: ألا يختارهم عبثاً وبلا معايير أو أثرةً لاهداف مادية، لان فيهم الكثير من شعب الجور والخيانة، ومن هنا فلابد من البحث عن أهل التجربة والحياء، من البيوت الصالحة، وذوي السوابق الحسنة، لأن أخلاقهم أكرم، وأهدافهم أصح، ومطامعهم أقل، ونظراتهم أبلغ فيما يتصل بعواقب الامور و مصائرها.
ثم أمر الامام (عليه السلام) بان يفرق على هؤلاء من المعاش ما يجعلهم يصلحون به أنفسهم، ويستغنون عما في أيديهم من أموال الدولة، وإن هم خالفوا أو خانوا تكون الحجة عليهم يومئذ بالغة.
ثم أمر بأن يراقب أعمالهم بصورة مباشرة، أو عبر العيون الصادقين الاوفياء، فان ذلك يدعوهم الى الوفاء بالامانة والرفق بالناس.
ثم أمر الامام (عليه السلام) بأنه إن اخبر عن خيانة أحدهم بواسطة جمعٍ من عيونه الموثوقين، عاقبه في بدنه واسترجع منه ما سرقه من أموال الدولة ووسمه