responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(فقه الدستور و احكام الدولة الإسلامية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 27

ثم أمره بان يرفع منزلة القاضي بين خاصته إلى أن يكون أرفعهم منزلة، حتى لايغتال الرجال شخصيته عنده (بوشاية أو سعاية) ثم أمره بأن ينظر إلى ذلك نظراً بليغاً، ويسعى من أجل ذلك سعياً جدياً، لان هذا الدين قد كان أسيراً في أيدي الاشرار حيث كانوا يتبعون من خلاله أهواءَهم و يطلبون باسمه الدنيا.

بهذه الوصايا الوجيزة و البليغة اوسع الامام علي (عليه السلام) علم القضاء حكمةً، فقال سلام الله عليه:

ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ، مِمَّنْ لا تَضِيقُ بِهِ الأُمُورُ، وَ لا تُمَحِّكُهُ الْخُصُومُ [1]، وَ لا يَتَمَادَى [2] فِي الزَّلَّةِ [3] وَ لا يَحْصَرُ [4] مِنَ الْفَيْءِ [5] إِلَى الْحَقِّ إِذَا عَرَفَهُ، وَ لا تُشْرِفُ نَفْسُهُ [6] عَلَى طَمَعٍ، وَ لا يَكْتَفِي بِأَدْنَى فَهْمٍ دُونَ أَقْصَاهُ [7]؛ وَ أَوْقَفَهُمْ فِي الشُّبُهَاتِ [8]، وَ آخَذَهُمْ بِالْحُجَجِ، وَ أَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً [9] بِمُرَاجَعَةِ الْخَصْمِ، وَ أَصْبَرَهُمْ عَلَى تَكَشُّفِ الأُمُورِ، وَ أَصْرَمَهُمْ [10] عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُكْمِ، مِمَّنْ لا يَزْدَهِيهِ إِطْرَاءٌ [11]، وَ لا يَسْتَمِيلُهُ


[1] - تمحّكه الخصوم: تجعله ما حقاً لجوجاً، يقال: مَحَك الرجل- كمنَعَ- إذا لجّ في الخصومة، وأصرّ على رأيه.

[2] - يتمادى: يستمر ويسترسل.

[3] - الزَلّة- بالفتح-: السقطة في الخطأ.

[4] - لا يَحْصر: لا يعيا في المنطق.

[5] - الفيء: الرجوع إلى الحق.

[6] - لا تشرف نفسه: لاتطلع. والاشراف على الشيء: الاطلاع عليه من فوق.

[7] - أدنى فهم وأقصاه: أقربه وأبعده.

[8] - الشبهات: ما لا يتضح الحكم فيه بالنصّ، وفيها ينبغي التوقف عن القضاء حتى يرد الحادثة إلى أصل صحيح.

[9] - التبرم: الملل والضجر.

[10] - أصرمهم: أقطعهم للخصومة وأمضاهم.

[11] - لا يزدهيه إطراء: لا يستخفه زيادة الثناء عليه.

اسم الکتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(فقه الدستور و احكام الدولة الإسلامية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست