إن قصة موسى التي تمثل الخط الايجابي النير الذي يشع على طول شريط
التاريخ، تبدأ هذه القصة بالوحي الذي يهبط على قلب نقي تتكرس مصالحه جميعاً في ترك
معارضة النظام السائد، فهو من جانب فرد واحد لا طبقة له ينتمي اليها .. ثم انه
مجرم في حساب الحاكمين، وهو قد ربي في حضن فرعون، فليس من مصلحته ان يعارضه، الا
انه يؤمر بالدعوة الى الحق الذي انحرف عنه الحاكمون الذين عبّدوا بني اسرائيل
واستغلوهم ببشاعة متناهية.