إن هذه الفئة تبصر بالنور الذي انزل الله الى البشر .. تبصر عاقبة
الظلم وتهتدي الى حقيقة السنن التي تسيّر حياة الإنسان، ثم تحاول هداية الإنسان
نحو الطرق المثلى، التي رغم طولها وبعض المشقة فيها، فهي خالية من الخطورة التي
تكشف طريق الضلالة.
بيد انها تصطدم بتيار الزمن العنيف الذي يغذيه اغترار الناس بالطرق
الأسهل والأقرب الى الرخاء.
وهذه الفئة هي التي تمثل جوهرة الإنسانية، إذ لا مصلحة ذاتية لها في
مقاومة المترفين .. مع ما تكلفهم هذه المقاومة من جهود وتضحيات.
أما الطبقات المنافسة او المستغَلة التي تحارب الطبقة الحاكمة، فإنها
في حالة نجاحها تتحول هي الأخرى الى طبقة مستغِلة.
وفي القرآن قصص هذه المقاومة الرائعة التي نثبت هنا نموذجاً منها،
والذي نقسمه الى مراحل لسهولة الاشارة إليها بعدئذ.