responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في القرآن الحكيم المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 139

الشاق في سبيل الرزق الحلال فيخون امانته، فكذلك الامم تحسب ان الاستغلال والظلم والانقضاض على الشعوب المستضعفة .. هو الطريق القريب الى الرخاء العميم. بينما التعايش والتنافس الحر يبدو لهم طريقاً بعيداً وشاقاً نحو السعادة، ولهذا ينشأ الصراع، لا بين الطبقات في امة واحدة فحسب؛ بل بين الامم ايضاً.

وتتفاوت الامم حضارات حضارات، وكل امة تتوزع طبقات طبقات، وتفترق كل طبقة فئات فئات، وهنا تكتب نهاية المسيرة بيد أمة قوية، وداخل الامة بيد طبقة قوية ثم فئة ثم فرد يجسد تلك الفئة.

ومن هنا يبدأ الصراع الأبدي بين هذه الفئة وبين مثيلاتها داخل الطبقة الواحدة من جهة، وبين هذه الطبقة الُمستَغِّلة وسائر الطبقات المستغَّلة من جهة اخرى، وبين هذه الأمة المستضعِفة من جهة، وبين سائر الامم المستضعَفة من جهة اخرى.

وبفعل حدة الصراع تقوم في الداخل الثورات وفي الخارج الحروب الضارية، التي تنتهي بدمار الظالمين. قال تعالى وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ‌ (الشعراء/ 227)

وبازاء هذا الخط الواضح يسير خط آخر، يمثل خط صعود الانسان، حيث تنبعث بشائر حضارته، ذلك ان الفئة المستغِلة او الطبقة المستغِلة تقاوَم منذ البدء لا من قبل المستغَلين، إذ لا تكون لهؤلاء بصيرة كافية بمعرفة خلفية الأحداث، وليسوا بمستعدين للدفاع عن انفسهم، وانما ايضاً من قبل فئة من المؤمنين بالله؛ الذين يلتفون حول نبي عظيم بعثه الله‌

اسم الکتاب : بحوث في القرآن الحكيم المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست