responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القرآن حكمة الحياة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 60

النفسية؛ فالإنسان مبتلى بالحقد، والحسد، والبغضاء، وسوء الظن؛ فإذا ما ارتفعت هذه العقد من نفس الإنسان فإنه سيكون متحرراً.

ولكي أوضّح ما أقصده من كلامي أضرب المثال التالي: إنك في بعض الأوقات تشعر بالهمّ لأن صديقك مسافر مثلًا وأنت لا تعرف عنه شيئاً، فتخشى أن يكون قد أصابه مكروه، إن هذا الهمّ سيتحول شيئاً فشيئاً إلى ما يشبه الكابوس، فلا تعرف ماذا يجب أن تفعل، فتشعر بأنّ نفسك في حالة ضيق، وكأنك مقيَّد في سجن، وأنت تعيش في هذه الحالة وإذا بصاحبك يعود من السفر، أو يتكلم معك عبر الهاتف، ما هو الإحساس الذي سيغمرك في هذه الحالة؟ ستشعر بالتأكيد أنك قد تحررت، وأنّ ذلك الكابوس الذي كان جاثماً عليك قد ارتفع، وتلك القيود انكسرت، وستشعر بالحيوية، وربما كنت تقرأ ولكنك لم تكن تفهم ما تقرؤه، أما الآن فإنك ستقرأ فاهماً وبتركيز بسبب انعدام الشواغل الأخرى.

تصوَّر نفسك متحرراً من هذه الدنيا كلها، إنك ستشعر في هذه الحالة بالحيوية، والانطلاق، وهذا هو ما يشير إليه تعالى في قوله: [وَ وَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ‌* الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ‌* وَ رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ‌]، فعندما ينشرح صدرك، ويزكو قلبك، ويزول الوزر عنك، فحينئذ سوف يرتفع ذكرك، وسوف تصبح إنساناً عظيماً، لأنك ستنتج، وتعمل، وتفكر، وتخطط.

اسم الکتاب : القرآن حكمة الحياة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست