كلما طرأت على الزمن التحوّلات والتغيّرات كلما تعاظمت الفجوة بين
الفكر وبين التطبيق العملي، لأن هناك منهجين ينبغي أن يُعرفا قبل الاستفادة من
الفكر؛ منهج يؤدي إلى الفكر ذاته، وآخر ينتهي إلى تطبيقه على الواقع الخارجي.
ففي الفقه مثلًا هناك منهج لتطبيق الحكم الشرعي على الواقع الخارجي
وهو ما يهتم به القضاء الذي هو علم تطبيق الفقه على الواقعيات الخارجية.
وبالنسبة إلى المسلمين اليوم هناك تطورات وتغيّرات هائلة تعرّضت لها
حياتهم تستدعي وجود علم يمكن أن نسميه (علم تطبيق الإسلام)، وهذا العلم لابد أن
يهتم ببيان الجوانب التي ينبغي أن يُطرح الإسلام فيها لمعرفة كيفية تطبيق أحكامه عليها.
والقرآن الكريم يطرح بصائر للناس، ويبيِّن لهم الأحكام الشرعية، ولكن
هل يمكن تطبيق كل الآيات القرآنية على الحوادث التي تقع؟ طبعاً لا، فكل حادثة
تستدعي تطبيق آية معينة من آيات القرآن.
والسؤال المطروح هنا: ما هو السبيل إلى معرفة المجال الذي تُطبق فيه
كل آية؟ وعلى سبيل المثال: كيف نُطبِّق عِبَر التأريخ التي يبينها القرآن من حقبة
الصراع بين موسى