responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 179

السَّمْعَ وَ هُوَ شَهيدٌ [1].

فهذه العصا، التي ضرب بها موسى (ع) البحر بوحي وأمر من الله تعالى، ومرور موسى وقومه في عرض البحر بسلام، وغرق فرعون وقومه، لا بد أن يتبصَّر المرء الحكمة منها، فيعتبر مما جاء فيها، ويختط لحياته خارطة طريق صحيحة، لا سيما وأنه لا يكفي المرء أن يعرف شيئاً ما، أو حقيقةً معينة، دون أن يلتزم بما يترتَّب على هذه الحقيقة. وكذلك قصة موسى (ع)، وقصة صراعه مع فرعون، فهي لا تكون ذات جدوى ما لم يتبصَّر الآية منها، ويعتبر بها، فيطبقها على نفسه.

الصحبة والإيمان‌

قال تعالى في الآية الحادية والستين من هذه السورة المباركة فَلَمّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنّا لَمُدْرَكُونَ‌.

فوصف الجمعَ الأول بأنهم أصحاب موسى (ع)، ولكن سياق الآيات المباركات إلى قوله تعالى وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنينَ‌، تؤكِّد أن مجرَّد الصحبة لنبيٍّ من الأنبياء عليهم السلام، ورغم خوض الأصحاب المصاعب، وتعرُّضهم للاختبارات، مجرَّد ذلك لا يعني إحراز مرتبة من مراتب الإيمان؛ لأنه لا يتحقَّق بمجرد رؤية نبي، أو سماع أقواله، أو حتى السفر معه، أو الاقتراب منه بنسب أو مصاهرة.

وهؤلاء أصحاب موسى (ع)، الذين تعرَّضوا معه إلى كل ما تبيَّن من مصاعب ومصائب، وبالرغم مما خاضوه من تجارب مريرة،


[1] سورة ق، آية: 37.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست