responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 180

ورغم هجرتهم معه، إلَّا أن الله نفى عن أكثرهم صفةَ الإيمان وهم في خضم عبورهم البحر في تلك الهيئة الرهيبة، حيث القلوب قد بلغت الحناجر، وحيث ظنوا بموسى كذباً وقالوا بأنهم مُدرَكون، ولم يُصدِّقوا بأن الله قد أنجاهم أجمعين بقدرته، كما أغرق فرعون وقومه أجمعين أيضاً، ولم يتبصَّروا هذه الآية الإلهية العظيمة، ولم يعتبروا بأصل القصة والمصير الذي آلت إليه، بما يعني أن توافر الآيات غير كافٍ وغير مجدٍ ما لم يكن قد وفَّر الإنسان في نفسه القدرة على التبصُّر، وفي عقله نور الاعتبار.

وكما أن قوم موسى (ع) لم تكن حقائق نفوسهم قد استوعبها الإيمان، كذلك يبدو لي أن أكثر الناس لا يؤمنون بهذه القصة وأمثالها. ومع ذلك، فإن عدم إيمان الناس ليس دليلًا على عدم صحة القصة، كما أن عدم إيمان مجموعة من الناس- وإن كان أفرادها يمثلون الأكثرية الغالبة- لا يُعدُّ مُبرِّراً لغيرهم- وهم القلة القليلة المتبقية، بالتمرُّد على إرادة الله سبحانه وتعالى- لكيلا يؤمنوا.

بصائر وأحكام‌

1- إنّ توافر الآيات غير كافٍ للإنسان ما لم يكن قد وفَّر في نفسه القدرة على التبصُّر، وفي عقله نور الاعتبار.

2- إن عدم إيمان الناس ليس دليلًا على عدم صحة آيات الإيمان، وإنَّما على كل شخص أن يُبادر إلى الإيمان بعيداً عن مواقف الآخرين.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست