responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 277

74- سورة المدثر: الإنسان؛ حاضر ومستقبل، سعي ومصير

بعد أن يستنهض الوحي النبي المدثر لتحمل أعباء الرسالة بالإنذار، وتكبير الله، وتطهير ثيابه من كل نجاسة مادية ومعنوية، ومقاطعة الرجز بالهجران، ينهاه عن المنة على الله لأنها تقطع الخير، ويأمره بالصبر له بوصفه ضرورة تفرض نفسها على كل داعية حق وحامل رسالة. أوليس يريد الثورة على الواقع المنحرف والمتخلف؟ إذن يجب أن يتوقع الكثير من المشاكل والضغوط المضادة في هذا الطريق، وعليه يجب أن يتحمل ويصبر شرطًا للاستقامة وتحقيق الهدف (الآيات: 1- 7).

ولأن المؤمن يؤلمه تسلط الطغاة والمنحرفين من قوى سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية، وبالتالي يستعجل لهم الهلاك والجزاء، فإن القرآن يسكِّن ألمه هذا بتوجيهنا إلى يوم القيامة حيث الانتقام الأعظم من أعداء الرسالة والمؤمنين، إذ ينقر في الناقور إيذانا ببدء يوم عسير لا يُسْرَ فيه على الكافرين وأشباههم، يلاقون فيه ألوانا من العذاب الخالد الذي لا يطاق .. وأنى يطيق المخلوق الضعيف انتقام رب العزة؟! (الآيات: 8- 10).

وهكذا نهتدي إلى أن محور السورة- فيما يبدو لي- صراع الرسول مع مراكز القوة التي لا بد أن يتحداها بكل اقتدار.

اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست