فيها، يذكرنا تعالى بأن بعثه حبيبه الرسول (ص) إلينا مظهر لسنته
الجارية في الحياة، حيث يبعث الرسل شهداء على الأمم (مبشرين ومنذرين) محذراً إيانا
من معصية أوليائه، لأنها تؤدي إلى الأخذ الوبيل في الدنيا، كما انتهت بفرعون وملئه
وجنوده، وأعظم من تلك العاقبة عذاب يوم القيامة، يوماً يجعل الولدان شيباً السماء
منفطر به، لا ريب فيه، وإنها لمن عظيم تذكرة الله إلى خلقه، فمن شاء اتخذ إلى ربه
سبيلًا (الآيات: 11- 19).
6- وفي الخاتمة يبين لنا القرآن اهتمام الرعيل الأول بقيام الليل وفي
طليعتهم النبي الأعظم (ص) الذين كانوا يقومون أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه حسب
الظروف، ويقدمهم أسوة للأجيال بعد الأجيال، معالجاً في الأثناء موضوع الظروف
الاستثنائية والأعذار الشرعية التي تمنع من قيام الليل، وموجهاً إيانا إلى بعض
التكاليف المفروضة، وداعياً إلى الاستغفار .. إن الله غفور رحيم (الآية: 20).