58- سورة المجادلة: الإيمان الصادق .. يخرق الحجب النفسية
للنفس حرم تنطوي فيه وتتحصن داخله عن بصائر الوحي وضياء العبر
والعظات، وما لم يخرق الإنسان بعزائم اليقين حجب النفس إلى حرمها، فإنه لن يفلح
إذن أبداً ..
ولكن كيف يتم ذلك، وبماذا؟.
إنما بمعرفة الرب، وأنه سميع بصير. إن وعي شهادة الله على كل شيء
كفيلٌ بتنمية الوعي الديني في النفس، هنالك في تلك الأغوار التي تنضج قراراتها
وتتحدد وجهتها ربما بعيداً عن وعي صاحبها، هنالك يصلح الإيمان ما تفسده وساوس
الشيطان.
ولعل في سورة المجادلة نوراً نافذاً إلى ذلك البعيد الباطن، إلى ذلك
الغور العميق، إلى ذلك الحرم المستور في النفس البشرية. وهذا الإطار يجمع- حسبما
يبدو بين محاور السورة التي تتراءى بادىء النظر أنها متباينة، كيف ذلك؟.
الف: في فاتحة السورة وفي بداية الجزء الثامن والعشرين
من الذكر الكريم يتلو علينا الرب كلمة السمع، فالله (سمع) قول التي جادلت الرسول
في قصة الظهار واشتكت إلى الله، وسمع تحاورها ومع الرسول، وأنه سميع بصير (الآية:
1).