responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 241

باء: وبعد أن يسوق الذكر أحكام الظهار ويحدد كفارته يقول: ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله. مما فسر بأنه يعني تنمية روح الإيمان، لأن المفروض أنهم مؤمنون.

إذن؛ فالحكمة من الكفارة تنمية الإيمان في النفس، على أن الظهار يتم في العلاقة الزوجية التي هي من الأمور الشخصية و المستورة عادة، وأنه موقف خاص لا يمكن ضبطه إلا بالإيمان وبروح التقوى، كما أن كفارته كبيرة، والدافع الجنسي الذي يقف الظهار دونه متصاعد، وضمن هذه الظروف لا ينظم العلاقة سوى الواعز النفسي الذي تصنعه معرفةالإنسان بربه وبأنه سميع بصير (الآيات: 2- 4).

جيم: وبعد أن ينذر السياق الذين يتجاوزون حدود الله (ومنها أحكام الشريعة في الظهار) يذكرنا بيوم البعث حيث ينبى‌ء الله الكافرين بما عملوا، ويبين أنه قد أحصى ما لم يحفظوه، وأنه شاهد على كل شي‌ء. وكل هذه البصائر تنمي روح التقوى في النفس، ليس في أبعادها الخارجية، بل في حرمها المستور (الآيات: 5- 6).

دال: وعبر أربع آيات بينات يعالج الذكر موضوع النجوى الذي يتصل بتنمية الوعي الإيماني في النفس، مؤكداً أن الله سبحانه حاضر عند كل نجوى، فما من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ثم ينذر الذين يتناجون بالإثم والعدوان، ويتحدون عذاب الله، ويكفرون بالنذر قائلين: لماذا لا يعذبنا الله بعد التناجي؟ حسبهم جهنم، ويرسم القرآن حدود النجوى المسموح بها عندما يتم التناجي بالبر والتقوى، وينفي أي أثر لتناجي الكفار، ويأمر المؤمنين بالتوكل على الله تعالى (الآيات: 7- 10).

ومن الواضح أن التقوى هي وحدها التي تضبط النجوى من الانحراف في الإثم والعدوان ومعصية الرسول، وبما أن هدف تناجي الكفار التعالي، يوصي ربنا المؤمنين بالتواضع لبعضهم بالتفسح في المجالس، وتركها إذا أمروا بها، ويبين أن الله هو الذي يرفع المؤمنين وأهل العلم درجات (بدرجات إيمانهم وعلمهم)، وأنه ليس انتخاب المجالس القريبة من القيادة أو طول المكث عندها سبب التعالي كما يحسب الكفار والمنافقون. (الآية: 11).

ويأمر المؤمنين بإيتاء الصدقة قبل تناجي الرسول (لكي لا يتسابقوا إلى ذلك طلباً

اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست