عبر (59) آية قصيرة نسبياً تطالعنا سورة الدخان الكريمة بثلاث
موضوعات أساسية؛ ليلة القدر، والفتن الكبرى، وصور عن الجزاء الأوفى في الآخرة.
ماهي العلاقة بين هذه الموضوعات؟
كل شيء في الخليقة مقدر سلفاً، ولكل جزيئة منها غاية محددة سلفاً،
أوَ يمكن لهذا الإنسان الأكمل خلقاً بينها أن يُترك سدىً؟ كلا؛ الذرة المتناهية في
الصغر- حسب علمنا- مخلوق مُقَدَّر بعلم، ومُسَيَّر لهدف؛ وكذلك المجرة المتناهية
في السعة- حسب علمنا- مخلوق مُقَدَّر بعلم، ومُسَيَّر لهدف .. أفلا يكون لهذا
الإنسان تقدير وهدف؟
لعل عقلانية الخليقة هي محور السورة. تعالوا إذن نوصِّل فروع بصائر
السورة بهذا المحور
إن القرآن أنزل في ليلة القدر- المباركة- لأنه ينذر باسم مُقَدِّر
هذا الخلق، وألّا يزيغوا عن ذلك التقدير الحكيم، الذي قضي في ليلة القدر، حيث
فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكيمٍ أمراً من عند الله، الذي أرسل
الأنبياء لينذروا الناس به.