responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 198

وكانت تلك رحمة من الله أن ينذر الناس ألّا يتجاوزوا تلك السنن والأقدار، فيتعرضوا للخطر (الآيات: 1- 6).

وبعد أن يذكرنا بعظمة الخالق يقول بَلْ هُمْ في شَكٍّ يَلْعَبُونَ‌؛ وهو سبب كفرهم بهذه الرسالة، وسيبقى ضلالهم حتى يأتيهم العذاب، فَارْتَقِبْ‌- يوم العذاب- يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبينٍ يَغْشَى النّاسَ‌- حيث يتساءلون ما هذا- هذا عَذابٌ أَليمٌ‌، فينادون رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنّا مُؤْمِنُونَ‌. وهيهات أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقد أنذرهم بما فيه الكفاية وَ قالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ‌. ويأتيهم الخطاب إِنّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَليلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ‌ ولعل هذا العذاب هو العذاب الأدنى، الذي يأخذهم ليكون نذيراً للعذاب الأكبر. وهذا بدوره من شواهد القيامة، يَوْمَ نَبْطِشُ‌- الله- الْبَطْشَةَ الْكُبْرى‌- فيومئذ لاينفع الاستغفار- إِنّا مُنْتَقِمُونَ‌ (الآيات: 7- 16).

ويسوق القرآن قصة فرعون لتكون شاهدة على مجمل هذه البصائر التي سبقت تقدير الله الحكيم: إنذار الرسل، نزول العذاب، الجزاء الحسن الذي أتاه بني اسرائيل. وتلك هي فتنة كبرى تعرض لها قوم فرعون فلم يفلحوا حيث جاءهم النبي موسى (ع) بالبلاغ المبين، فلما رجموه بالتهم، دعا عليهم، فجاءه النصر، حيث أغرق الله فرعون وقومه ليتركوا وراءهم ثرواتهم دون أن تذرف السماء عليهم دمعة. أوَليسوا كانوا خاطئين، حيث زاغوا عن القدر الحكيم، والصراط المستقيم. تلك هي سنة الجزاء، ودليل على أن الله خلق كل شي‌ء بالحق؟ (الآيات: 17- 29).

وكذلك فقد نجى الله بني اسرائيل من العذاب المهين، واختارهم على علم؛ واستحقاق لديهم على العالمين.

كيف يُترك الإنسان سدىً، وبلا محاسبة، وكيف تكون حياته الدنيا خاتمة المطاف، ولقد أهلك الله قوم تبع، حيث كانوا مجرمين، وفي هذا دليل على حكومة الله العادلة على مجريات التاريخ، كما أنه يكشف عن جانب من عقلانية الخليقة، وأن الله لم يخلق السماوات الأرض ما خَلَقْناهُما إِلّا بِالْحَقِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ‌، وعدم علمهم دليل جهلهم، لاعدم صحة هذه الحقيقة (الآيات: 30- 39).

اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست