responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 88  صفحة : 100

يبق منها إلا شفافة كشفافة الاناء، وجرعة كجرعة الإداوة، لو تمززها الصديان لم تنقع غلته، فأزمعوا عباد الله على الرحيل عنها، وأجمعوا متاركتها، فما من حي يطمع في بقاء ولا نفس إلا وقد أذعنت للمنون، ولا يغلبنكم الامل، ولا يطل عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، ولا تغتروا بالمنى وخدع الشيطان وتسويفه، فان الشيطان عدوكم حريص على إهلاككم.
تعبدوا الله عباد الله أيام الحياة، فوالله لو حننتم حنين الواله المعجال، ودعوتم دعاء الحمام، وجأرتم جؤار متبتلي الرهبان، وخرجتم إلى الله من الأموال و الأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده، وغفران سيئة أحصتها كتبته، و حفظتها رسله، لكان قليلا فيما ترجون من ثوابه، وتخشون من عقابه، وتالله لو انماثت قلوبكم انمياثا، وسالت من رهبة الله عيونكم دما، ثم عمرتم عمر الدنيا على أفضل اجتهاد وعمل، ما جزت أعمالكم حق نعمة الله عليكم، ولا استحققتم الجنة بسوى رحمة الله ومنه عليكم، جعلنا الله وإياكم من المقسطين التائبين الأوابين.
ألا وإن هذا اليوم يوم حرمته عظيمة، وبركته مأمولة، والمغفرة فيه مرجوة فأكثروا ذكر الله وتعرضوا لثوابه بالتوبة والإنابة والخضوع والتضرع، فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وهو الرحيم الودود، ومن ضحى منكم فليضح بجذع من الضأن ولا يجزي عنه جذع من المعز ومن تمام الأضحية استشراف اذنها وسلامة عينها، فإذا سلمت الاذن والعين سلمت الأضحية، وتمت، وإن كانت [1] عضباء القرن تجر رجليها إلى المنسك [2].


[١] في بعض النسخ كما في النهج: ولو كانت عضباء القرن، وسيأتي الكلام فيه.
[٢] في الفقيه: " وان كانت عضباء القرن أو تجر برجليها إلى المنسك فلا تجزي " والظاهر أن الصدوق قدس سره صحح العبارة بما يوافق المذهب فان عضباء القرن، وهو الذي انكسر مشاش قرنه، لا يجزى عندنا.
وقد مر في ص ٣١ من هذا المجلد مثل هذا التصحيح في خطبة عيد الفطر المنقولة بهذه الرواية، حيث كان في نسخة النهج والمصباح " أو نصف صاع من بر " وفي نسخة الفقيه: " صاعا من بر " راجعه ذلك أن شئت.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 88  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست