responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 71  صفحة : 119

ذكر الفتى عمره الثاني ولذته * ما فاته وفضول العيش اشتغال وقال: ماتوا فعاشوا لحسن الذكر بعدهم، وقيل: بل المراد زيادة البركة في الأجل فأما في نفس الأجل فلا، وهذا الاشكال ليس بشئ أما أولا فلوروده في كل ترغيب مذكور في القرآن والسنة، حتى الوعد بالجنة والنعيم على الايمان وبجواز الصراط والحور والولدان، وكذلك التوعدات بالنيران وكيفية العذاب لأنا نقول ن الله تعالى علم ارتباط الأسباب بالمسببات في الأزل وكتبه في اللوح المحفوظ أفمن علمه مؤمنا فهو مؤمن أقر بالايمان أولا، بعث إليه نبي أولا، ومن علمه كافرا فهو كافر على التقديرات وهذا لازم يبطل الحكمة في بعثة الأنبياء والأوامر الشرعية، و المناهي ومتعلقاتها وفي ذلك هدم الأديان.
والجواب عن الجميع واحد: وهو أن الله تعالى كما علم كمية العمر، علم ارتباطه بسببه المخصوص، وكما علم من زيد دخول الجنة، جعله مرتبطا بأسبابه المخصوصة من إيجاده، وخلق العقل له، ونصب الألطاف وحسن الاختيار والعمل بموجب الشرع، فالواجب على كل مكلف الاتيان بما أمر به فيه ولا يتكل على العلم، فإنه مهما صدر منه فهو المعلوم بعينه، فإذا قال الصادق إن زيدا إذا وصل رحمه زاد الله في عمره ثلاثين ففعل، كان ذلك إخبارا بأن الله تعالى علم أن زيدا يفعل ما يصير به عمره زائدا ثلاثين سنة، كما أنه إذا أخبر أن زيدا إذا قال لا إله إلا الله دخل الجنة ففعل تبينا أن الله تعالى علم أنه يقول ويدخل الجنة بقوله.
وبالجملة جميع ما يحدث في العالم معلوم لله تعالى على ما هو عليه واقع من شرط أو سبب، وليس نصب صلة الرحم زيادة في العمر إلا كنصب الايمان سببا في دخول الجنة، والعمل بالصالحات في رفع الدرجة، والدعوات في تحقق المدعو به وقد جاء في الحديث لا تملوا من الدعاء فإنكم لا تدرون متى يستجاب لكم، وفي هذا سر لطيف وهو أن المكلف، عليه الاجتهاد، ففي كل ذرة من الاجتهاد إمكان سببية الخير علمه الله كما قال " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " [1] والعجب


[١] العنكبوت: ٦٩.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 71  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست