responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 34

وهو قول الله عز وجل " عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " [1].
تبيين: اعلم أن معرفة القلب وحقيقته وصفاته مما خفي على أكثر الخلق ولم يبين أئمتنا عليهم السلام ذلك إلا بكنايات وإشارات، والأحوط لنا أن نكتفي من ذلك بما بينوه لنا من صلاحه وفساده، وآفاته ودرجاته، ونسعى في تكميل هذه - الخلقة العجيبة واللطيفة الربانية، وتهذيبها عن الصفات الذميمة الشيطانية، وتحليتها بالأخلاق الملكية الروحانية، لنستعد بذلك للعروج إلى أعلى مدارج الكمال وإفاضة المعارف من حضرة ذي الجلال، ولا يتوقف ذلك على معرفة حقيقة القلب ابتداء فإنه لو كان متوقفا على ذلك لأوضح موالينا وأئمتنا عليهم السلام لنا ذلك بأوضح البيان، وحيث لم يبينوا ذلك لنا فالأحوط بنا أن نسكت عما سكت عنه الكريم المنان، لكن نذكر هنا بعض ما قيل في هذا المقام، ونكتفي بذلك والله المستعان.
فاعلم أن المشهور بين الحكماء ومن يسلك مسلكهم أن المراد بالقلب النفس الناطقة، وهي جوهر روحاني متسوط بين العالم الروحاني الصرف، والعالم - الجسماني، يفعل فيما دونه، وينفعل عما فوقه، وإثبات الاذن له على الاستعارة والتشبيه.
قال بعض المحققين: القلب شرف الانسان وفضيلته التي بها فاق جملة من أصناف الخلق باستعداده لمعرفة الله سبحانه، التي في الدنيا جماله وكماله وفخره وفي الآخرة عدته وذخره، وإنما استعد للمعرفة بقلبه لا بجارحة من جوارحه فالقلب هو العالم بالله، وهو العامل لله، وهو الساعي إلى الله، وهو المتقرب إليه وإنما الجوارح أتباع له وخدم، وآلات يستخدمها القلب، ويستعملها استعمال الملك للعبيد، واستخدام الراعي للرعية، والصانع للآلة.
والقلب هو المقبول عند الله إذا سلم من غير الله، وهو المحجوب عن الله إذا صار مستغرقا بغير الله، وهو المطالب والمخاطب، وهو المثاب والمعاقب، وهو الذي


[١] الكافي ج ٢ ص ٢٦٦، والآية في سورة ق: 18.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست