responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 124

فعالهم، فقد كان مباحا جائزا، ولم يكونوا نهوا عنه، وثوابهم منه على الله، وذلك أن الله جل وتقدس أمر بخلاف ما عملوا به، فصار أمره ناسخا لفعلهم، وكان نهي الله تبارك وتعالى رحمة للمؤمنين، ونظرا، لكي لا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم منهم الضعفة الصغار، والولدان، والشيخ الفان، والعجوز الكبيرة، الذين لا يصبرون على الجوع، فان تصدقت برغيفي ولا رغيف لي غيره، ضاعوا وهلكوا جوعا.
فمن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الانسان وهو يريد أن يمضيها فأفضلها ما أنفقه الانسان على والديه، ثم الثانية على نفسه وعياله، ثم الثالثة القرابة وإخوانه المؤمنين، ثم الرابعة على جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله وهو أخسها أجرا.
وقال النبي صلى الله عليه وآله للأنصاري حيث أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق، ولم يكن يملك غيرهم، وله أولاد صغار: لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين، ترك صبية صغارا يتكففون الناس ثم قال: حدثني أبي أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ابدأ بمن تعول الأدنى فالأدنى.
ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم ونهيا عنه، مفروض من الله العزيز الحكيم، قال: " الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " [1] أفلا ترون أن الله تبارك وتعالى قال غير ما أراكم تدعون [الناس إليه من الأثرة على أنفسهم، وسمى من فعل ما تدعون] [2] إليه مسرفا؟ وفي غير آية من كتاب الله يقول: " إنه لا يحب المسرفين " [3] فنهاهم عن الاسراف، ونهاهم عن التقتير لكن أمر بين أمرين: لا يعطي جميع ما عنده، ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وآله.
" إن أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم: رجل يدعو على والديه


[١] الفرقان: ٦٧.
[٢] ما بين العلامتين ساقط من نسخة التحف والكمباني، أضفناه من نسخة الكافي.
[٣] الأنعام: ١٤١، الأعراف: 31.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست