responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 123

فقال: ثم أتاه قومه ممن يظهر التزهد، ويدعون الناس أن يكونوا معهم مثل الذي هم عليه من التقشف [1] فقالوا: إن صاحبنا حصر عن كلامك، ولم تحضره حجة، فقال لهم: هاتوا حججكم، فقالوا: إن حججنا من كتاب الله قال لهم: فأدلوا بها [2] فإنها أحق ما اتبع وعمل به.
فقالوا: يقول الله تبارك وتعالى يخبر عن قوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله:
" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " [3] فمدح فعلهم، وقال في موضع آخر: " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " [4] فنحن نكتفي بهذا، فقال رجل من الجلساء:
إنا ما رأيناكم [5] تزهدون في الأطعمة الطيبة ومع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتى تتمتعوا أنتم منها؟ فقال [له]: أبو عبد الله عليه السلام دعوا عنكم ما لا ينتفع به، أخبروني أيها النفر ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه، الذي في مثله ضل من ضل، وهلك من هلك من هذه الأمة؟ فقالوا له: أو بعضه، فأما كله فلا، فقال لهم: من ههنا أتيتم [6] وكذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله.
فأما ما ذكرتم من إخبار الله إيانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن


[١] المتقشف: المتبلغ بقوت ومرقع، ومن لا يبالي بما تلطخ جسده. يقال: قشف قشافة: قذر جلده ولم يتعهد النظافة، وإن كان مع ذلك يطهر نفسه بالماء والاغتسال وقشف فلان: رثت هيئة وساءت حاله وضاق عيشه كما هو سيرة المتصوفين.
[٢] يقال أدلى بحجته: إذا أحضرها واحتج بها.
[٣] الحشر: ٩.
[4] الدهر: 8.
[5] في الكافي: انا رأيناكم، وهو الظاهر.
[6] اتى فلان - كعنى -، وهي وتغير عليه حسه، فتوهم ما ليس بصحيح صحيحا نقله الشرتوني عن التاج.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست