responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 125

ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال ولم يشهد عليه، ورجل يدعو على امرأته وقد جعل الله تخلية سبيلها بيده، ورجل يقعد في البيت يقول: يا رب ارزقني ولا يخرج يطلب الرزق، فيقول الله جل وعز: عبدي! أولم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة؟ فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع أمري، ولكيلا تكون كلا على أهلك فان شئت رزقتك، وإن شئت قترت عليك، وأنت معذور عندي، ورجل رزقه الله مالا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو يا رب ارزقني، فيقول الله: ألم أرزقك رزقا واسعا؟ أفلا اقتصدت فيه كما أمرتك، ولم تسرف كما نهيتك، ورجل يدعو في قطيعة رحم ".
ثم علم الله نبيه كيف ينفق، وذلك أنه كان عنده أوقية من ذهب، فكره أن تبيت عنده فصدق وأصبح ليس عنده شئ، وجاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السايل واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه، وكان رحيما رفيقا فأدب الله نبيه بأمره إياه فقال: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " [1] يقول: إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك فإذا أعطيت جميع ما عندك كنت قد حسرت من المال.
فهذه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله يصدقها الكتاب والكتاب يصدقه أهله من المؤمنين، وقال أبو بكر عند موته: أوصي بالخمس والخمس كثير فان الله قد رضي بالخمس فأوصى بالخمس، وقد جعل الله له الثلث عند موته، ولو علم أن الثلث خير [أ] له أوصى به.
ثم من قد علمتم بعده في فضله وزهده سليمان وأبو ذر، فأما سلمان فكان إذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته، حتى يحضره عطاؤه من قابل، فقيل له: يا أبا عبد الله أنت في زهدك تصنع هذا؟ وإنك لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا، وكان جوابه أن قال: مالكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء، أو ما علمتم يا


[1] أسرى: 29.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست