responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 122

إن الله خاطب المؤمنين بما خاطب به المرسلين فقال: " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم " [1] وقال: " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا " [2] وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لبعض نسائه: مالي أراك شعثاء مرهاء سلتاء [3]؟ قال عاصم: فلم اقتصرت يا أمير المؤمنين على لبس الخشن، وأكل الجشب؟ قال: إن الله تعالى افترض على أئمة العدل أن يقدروا لأنفسهم بالقوم كيلا يتبيغ بالفقير فقره، فما قام علي عليه السلام حتى نزع عاصم العباءة ولبس ملاءة [4].
13 - تحف العقول: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله عليه السلام فرأى عليه ثياب بياض كأنها غرقئ البيض [5] فقال له: إن هذا [اللباس] ليس من لباسك، فقال له:
اسمع مني وع ما أقول لك، فإنه خير لك عاجلا وآجلا، إن كنت أنت مت على السنة والحق، ولم تمت على بدعة.
أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في زمان مقفر جشب [6] فإذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها، ومؤمنها لا منافقوها، ومسلموها لا كفارها فما أنكرت يا ثوري؟ فوالله إني لمع ما ترى ما أتى علي مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا إلا وضعته.


[١] المائدة: ٨٧.
[٢] المؤمنون: ٥١.
[3] الشعثاء: التي اغبر رأسها وتلبد شعرها وانتشر لقلة تعهده بالدهن، والمرهاء:
التي تركت الاكتحال حتى تبيض بواطن أجفانها وفي بعض النسخ " المرتاء " وهي التي أزالت الشعر من حاجبيها، أو لا تختضبهما والسلتاء: هي التي لا تختضب.
[4] يعنى أنه ترك الثوب الخشن ولبس ثوبا واسعا ناعما أبيض.
[5] الغرقئ - كزبرج - القشرة الملتزقة ببياض البيض، شبهه بها للطافتها وشفوفها ونعومتها وبياضها.
[6] في الكافي: مقفر جدب، يعنى عام الضيق والقحط.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست