responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 234

إلى طائر كالغراب، أو ظاهرة طبيعية. وبالتالي، فهو لا يفكّر في حقيقة الظواهر الطبيعيّة، ويعمد إلى اختراع الأوهام من عند نفسه.

ونحن أيضًا، لا نزال نعاني الكثير من أشكال الجهل والجهالة والظنون الباطلة والقناعات الخاطئة والأحكام المسبقة تجاه الأشياء والأمور والأشخاص، في حين ينبغي أن نتأمّل قليلًا ونبحث عن الأسباب المنطقيّة لموقفنا ونظرتنا تجاه هذا الشخص أو ذلك الأمر. أي لابدّ من الكشف عن العلّة الحقيقيّة. ومن هنا، ورد في القرآن الكريم قوله تعالى اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ‌ [1].

والكثير من الظن يتمحور حول الجهل وردود الأفعال السلبية والوساوس الشيطانية؛ فهي إثم ينبغي اجتنابها والابتعاد عنها والتخلّص منها حتى تتطهّر النفس ويخلو الذهن، ليملأ فيما بعد بالعلم والمعرفة، وينطلق المرء ضمن التفكير الموضوعي والمنطقي تجاه ما حوله، وبخطوات وئيدة حتى يتم بلوغ العلم الحقيقي.

ولعلّ هذا هو مفهوم قوله سبحانه وتعالى الوارد في سورة الزمر فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ‌ [2].

أي أنهم يرفضون اتِّباع كل ما يسمعون، بل يتبعون القول الأحسن، ولا يتسنّى لهم اختيار الأحسن من الأقوال والآراء


[1] سورة الحجرات، آية: 12.

[2] سورة الزمر، آية: 17- 18.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست