اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 233
إذن؛ فإن كلمات الله تعالى، هي الآيات الإلهيّة، أو مصاديق تلك
الآيات، أو معانيها، وهي لا تنفذ، لأن أمر الله وإرادته ليست متناهية عند حد
محدود.
وإزاء هذا الواقع اللَّامتناهي نجد أنفسنا بحاجة إلى الحكمة، ولا
نحصل على الحكمة ما لم نحصل على العلم والمعرفة، وتحصيل العلم يكمن في الاعتراف
بأننا لا نعلم إلا قليلًا.
أمواج الجهل
والأمر الثابت هو أن موجات في الجهل والجهالة تجتاح نفس الإنسان،
وهذه الموجات هي الوساوس والأوهام والظنون، فإذا ما آذى الجهلُ ابنَ آدم، اخترع
لنفسه معلومات، تمامًا كما الطفل حينما يسأل فلا يعرف الإجابة، فإنه يجد نفسه
مضطرًّا إلى التكلّم بتافه الكلام وساذجه، وذلك حين يصنع له خياله شيئًا لئلَّا
يؤذّيه جهله، فيغرق في الظن والخيال.
ولقد كان الإنسان في العصور القديمة محاطًا بالأوهام والخرافات،- ذلك
حين ابتعد عن تعاليم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام حتى إذا مات له خِلّ أو قريب
وجهل سبب موته، اتجه إلى غابة أو نهر أو شجر، ليركع ويسجد هناك، هو ومن معه،
لظنّهم بأن الآلهة قد غضبت عليهم، ودليل غضبها موت ذلك الشخص. إنهم يقومون بذلك بدلًا
من أن يتعرّفوا إلى أسباب الموت بالطرق العلميّة السليمة.
بل إنّ من الأمم ما كانت تتشاءم برؤية أنبيائها وتتطيّر، فتخرجهم من
بين ظهرانيها، لتزداد تمسّكًا بخرافاتها وأباطيلها.
ومن الأشخاص من ينسب تعرّضه لخطر أو مرض أو خلاف
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 233