اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 188
وإن نوعًا من التأمل في الأفق عند شروق الشمس وما يبثّه من روح في
الحياة، أو حين تغيب ويظهر الأفق بلونه الزاهي وما ترسمه في المغرب من لوحات
ساحرة، أو حينما تظهر النجوم في صفحة السماء فتتلألأ بها، حتى أنها لتعطي الناظر
رسائل في الجمال وومضات في الأمل. ثم إمعان النظر في النعم التي مَنّ الله تبارك
وتعالى بها علينا، ثم الاهتمام بمحاولة إحصائها؛ كلّ
ذلك يُفضي إلى استنتاج الحقيقة الصادحة بأن الحياة عبارة عن مدرسة
للرحمة .. رحمة الله التي سبقت غضبه، والتي وسعت كلّ شيء، والتي تتجلّى في كلّ
زمان ومكان.
إذن؛ فقد كان الأمر هكذا ولا يزال. مما يعني أن للشقاء أسبابه
وعوامله، وأن الشقاء استثناء طارئ، وأن من الممكن والمفترض السعي إلى القضاء عليه
بمنع الأسباب والعوامل الخاصّة به. وحتى المريض حينما يقصد الطبيب ويعرض حالته
عليه، فإنّ الطبيب يبادره بالقول: إنّ سبب المرض تلوّث حدث في جسمه لعدم الاعتناء
به ووقايته، ومن دون ذلك لم يكن يحدث له هكذا مرض.
هذا من الناحية العقلية؛ إن الإنسان يعرف ربّه بالعقل والوجدان
والفطرة، فليسأل المرء نفسه عمّا إذا كان ربّه رحيمًا وكريمًا وجوادًا ووهّابًا،
حينها سيتلقّى الإجابة واضحة بأن الربّ له الأسماء الحسنى، وإذا كانت ثمة مشكلة،
فإنما هي نابعة من الإنسان ذاته، أو بسبب ما حوله، دون الله عزّ وجلّ.
عوامل الشقاء
من أولى عوامل الشقاء؛ عدم معرفة النعم والعجز عن
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 188