responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 159

وقت، بل عليه أن يتخذ منها مدعاة للتفكير الجدّي في رسم واقعه ومصيره المنتهي إلى الله عزّ وجلّ.

وربّنا المتعال يبيّن هنا خطّين متوازنين، وينبغي لنا أن نختار من بينهما الطريق الوسط. فهناك من يُشرك بالله تحت ضغوط الوالدين، والله ينهى عن ذلك، كما هو واضح، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وهناك من يتمرّد على الوالدين ولا يعترف بحقّهما، فلا يشكرهما.

وفي سورة الأحقاف المباركة يضرب لنا الله سبحانه وتعالى مثلًا لنمطين من الناس فيما يتعلّق بعلاقتهم بآبائهم وأُمهاتهم، وقد أشرنا إلى ذلك في درس مضى ونعيده بتفصيل

1- النمط الأوّل‌ ذو علاقة إيجابية .. إذ قال تعالى وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَ‌ فهو في البدء طلب من الله أن يعطيه القوّة ويمنحه التوفيق لكي يشكره، ثم بعدئذٍ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ‌ [1].

فهذا الداعي كانت علاقته الأُولى بالله سبحانه وتعالى، أمّا علاقته بالوالدين فهي علاقة ثانوية ومنبثقة عن العلاقة الأُولى، ومن خلال علاقته‌

الطيّبة بالوالدين تراه يسأل ربّه دائمًا أن يوزعه شكر هذه النعمة، نعمة الله عليه وعلى والديه.

2- أمّا النمط الآخر، فهو ما تُبيّنه الآية السابعة عشرة من‌


[1] سورة الأحقاف، آية: 15.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست