اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 160
السورة نفسها، حيث صوَّر الله حالة شخص آخر مختلف عن الشخص الأول، إذ
يقول لوالديه أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ
الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ
وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ[1].
إذن؛ فنحن أمام نمطين من الناس: نمط يتصل بوالديه، ولكن علاقته بربّه
أقوى وأوثق، مستفيدًا منها العلاقة بالوالدين لتنمية عقله وتحسين عمله، في حين أن
علاقته بالله علاقة الطاعة والعبوديّة.
ونمط آخر؛ هو خاص بالمتمرّدين، هؤلاء الذي يعاني منهم الواقع البشري
والحياة الإنسانية كثيرًا، وهم الجيل الطاغي الذي يذهب إلى حيث الانفصال عن
التاريخ بحجّة إرادة التجديد.