responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 158

وحيدًا في يوم القيامة، كما هو شأن كلّ إنسان في ساحة الحشر، ليحاسب على عمله، ولا يستطيع أن يرمي بالمسؤولية على والديه ليبرر أخطاءه، أو يعتذر عن مساوئ أعماله.

توازن أداء المسؤوليات‌

إذن؛ فثمّة توازن في البين يجب أن يُراعى ويحمل على سبيل الحدّ. ونجد هذا التوازن في سياق الآيات الشريفة من سورة لقمان.

ففي زاوية نجده سبحانه يؤكّد قائلًا وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ‌ [1]، حيث يأمر الإنسان بالشكر لوالديه والتعامل بالحسنى معهما.

أمّا في آية أخرى نجده يقول يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ‌، بما يشير إلى خطير مسؤولية الإنسان تجاه أعماله ولو بمقدار الحبّة والذرّة، أينما كانت.

والطاعة للوالدين وشكرهما والتعامل معهما، لا يمكن أبدًا أن يُصبح تبريرًا لعدم تحمّل المسؤوليات الأخرى؛ سواء على صعيد الأفكار والعقائد، أو على مستوى الأعمال.

مما يجدر بالإنسان أن يستغل جميع لحظات حياته، وجميع النعم والإمكانات المتاحة لديه، ليستفيد منها حكمة تدله على ممارسة الحياة الفاضلة، وتمكّنه من إحراز التكامل الروحي والعقلي والسلوكي. فلا تكون‌

الآيات والروايات التي يقرؤها أو يسمعها، ولا تكون المناسبات الطيبة التي يعيشها، مجرّد لقلقة لسان وتمضية


[1] سورة لقمان، آية: 14.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست